أخبار

أنور إبراهيم: قوة آسيان تكمن في الحياد والمشاركة

15/05/2025 09:52 PM

كوالالمبور/ 15 مايو/أيار//برناما//-- أكد رئيس الوزراء أنور إبراهيم أن استطاعة آسيان للحفاظ على الحياد والتفاعل مع جميع القوى الكبرى دون الانجرار إلى التنافس الجيوسياسي تنبع من الاحترام المتبادل والدبلوماسية الشاملة.

وأشار إلى أن هذا النهج مكّن المنطقة من الحفاظ على سلامها ومرونتها الاقتصادية في ظل التوترات العالمية المتصاعدة.

وقال خلال جلسة التفاعل عقب محاضرته العامة بعنوان "آسيان في عالم متعدد الأقطاب: وجهات نظر من ماليزيا" في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO) اليوم الخميس: "تتبنى آسيان، كلياً، سياسة المركزية. نتاجر مع الجميع، وعلينا أن نكون أصدقاء للجميع".

بُثت الجلسة على صفحة أنور على فيسبوك.

وأضاف أنور أن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) يجب أن تظل واثقة من رسم مسارها مع الحفاظ على نهج متسق في السياسة الخارجية في التعامل مع الولايات المتحدة والصين وغيرهما من الجهات الفاعلة العالمية.

كما أشار إلى أن نهج ماليزيا تجاه المطالبات البحرية المتداخلة في المنطقة، بما في ذلك بحر الصين الجنوبي، يرتكز على الحوار والتعاون السلميين.

وقال: "لدينا مشاكل مع عدة دول - تايلاند وإندونيسيا وبروناي وسنغافورة والفلبين وفيتنام - لكننا نحلها من خلال المفاوضات أو جهود التنمية المشتركة. نحن لا نخوض حربًا".

في غضون ذلك، أفاد أنور بأن ماليزيا راسلت الرئيس الأمريكي /دونالد ترامب/ وقيادة الصين لاقتراح عقد قمم بين الرابطة والولايات المتحدة، وقمة أخرى بين الرابطة والصين خلال رئاسة ماليزيا للرابطة.

وقال: "هذا هو جوهر العلاقات الجيوسياسية - التواصل مع الجميع".

ورفض تصوير الصين تهديداً إقليمياً، مؤكدًا أن ماليزيا لا تشارك هذا الرأي.

"يقول البعض إن الصين تُشكل تهديدًا. تهديد لمن؟ ليس لنا"، على حد تعبيره، مؤكدًا التزام ماليزيا بالحفاظ على علاقات ودية وبناءة مع جميع الشركاء، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة وروسيا.

كما تحدث أنور عن مشاركة ماليزيا مع دول الجنوب العالمي، بما في ذلك من خلال مجموعة البريكس، حيث دُعيت ماليزيا للمشاركة بدعم من روسيا والصين.

وقال: "تتمتع روسيا بقوة في قطاعات الطاقة والقطاع الرقمي والبتروكيماويات. وعلى الرغم من القيود القائمة بسبب العقوبات، فإننا نفتح آفاقًا جديدة"، مضيفًا أن ماليزيا ترحب بعودة شركات الطيران الروسية مثل /إيروفلوت/ إلى كوالالمبور.

ومضى أكد أنور التزام ماليزيا بالتعاون الإقليمي من خلال الرابطة، واصفًا جنوب شرق آسيا بأنها أكثر المناطق الفرعية سلمًا وأحد أسرع الاقتصادات نموًا في العالم.

وقال إن تقدم الرابطة مدفوع بالثقة والتنسيق والاستعداد الدائم بين أعضائها للمشاركة، حتى في المسائل الحساسة.

وتابع أنور في محاضرته العامة يقول: "نحن في الآسيان نتشاور مع بعضنا البعض عن كثب. يكمن نجاحنا في الثقة المتبادلة والتنسيق والاستعداد للمشاركة".

فيما يتعلق بالصراعات الدولية، أعرب أنور عن قلقه إزاء ازدواجية المعايير في الاستجابات العالمية، لا سيما بين الحرب في أوكرانيا والصراع الدائر في غزة.

وأكد دعم ماليزيا لحل سلمي للصراع في أوكرانيا، وقال إن هذه المسألة طُرحت خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي /فلاديمير بوتين/ في موسكو.

وقال: "أبلغتُ الرئيس بوتين أننا نتطلع إلى نجاح المفاوضات الجارية في إسطنبول اليوم. وندعم جميع المبادرات الرامية إلى حل هذه الأزمة وديًا وسلميًا".

وأكد أنور أن ماليزيا لا تزال تحافظ على علاقات قوية مع الولايات المتحدة، أكبر مستثمر وشريك تجاري لها، مع احتفاظها بحقها في التعبير عن آرائها المبدئية بشأن القضايا العالمية.

وأضاف أن القيادة الفعالة تتطلب الشجاعة والثبات، حتى في فترات انعدام اليقين.

وقال: "القيادة عملٌ قائم على الإقناع الصبور - التصرف بشجاعة عندما يكون الوضوح بعيد المنال، والتمسك بالأمل عندما يكون في أشد حالاته هشاشة".

يقوم أنور إبراهيم بزيارة رسمية إلى روسيا تستغرق أربعة أيام، وتشمل برامج في موسكو وقازان، بدعوة من بوتين.

مُنح أنور إبراهيم، الذي يشغل أيضًا منصب وزير المالية، درجة الدكتوراة الفخرية من معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO).

 

وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ