كوالالمبور/ 14 مايو/أيار//برناما//-- أكد خبراء اقتصاديون أن الهدنة الجمركية المؤقتة لمدة 90 يومًا بين الولايات المتحدة والصين تمثل فرصة استراتيجية لماليزيا لإعادة مكانتها الاقتصادية وتعزيز مرونة اقتصادها وسط التوترات التجارية العالمية.
وتنص الاتفاقية، التي تم التوصل إليها عقب الجولة الأولى من المفاوضات في سويسرا، على قيام الولايات المتحدة بخفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من 145 في المئة إلى 30 في المئة، في حين ستقوم الصين بتخفيض الرسوم المفروضة على السلع الأمريكية من 125 في المئة إلى 10 في المئة.
وقال الدكتور محمد إدهم محمد رزاق، المحاضر البارز بجامعة /مارا/ الماليزية للتكنولوجيا (UiTM)، إن هذه الفترة من الاستقرار المؤقت تمثل فرصة لماليزيا لتنويع تجارتها وبناء اقتصاد أكثر صلابة.
وأشار إلى أن من بين الخطوات المقترحة تعميق التعاون من خلال اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) والاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ (CPTPP)، إلى جانب جذب الاستثمارات في القطاعات عالية القيمة مثل أشباه الموصلات والطاقة المتجددة.
كما دعا الشركات المحلية إلى الاستعداد لاحتمال وقوع اضطرابات مستقبلية في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، عبر استكشاف أسواق تصدير بديلة، وبناء سلاسل توريد أكثر قوة.
وأضاف: "النهج الاستباقي سيمكن ماليزيا من التعامل مع حالة انعدام اليقين العالمية واغتنام الفرص الناشئة."
وحذّر الدكتور إدهم من أن هذه الهدنة لا تمثل حلاً دائمًا، بل تُعد متنفسًا مؤقتًا لا يضمن التوصل إلى تسوية نهائية بين القوتين الاقتصاديتين خلال الفترة المحددة.
من جانبه، قال الدكتور /كارميلو فيرليتو/، الرئيس التنفيذي لمركز التثقيف السوقي (Center for Market Education)، إنه ينبغي على ماليزيا أن تكثف جهودها لعقد اتفاقيات تجارة حرة جديدة مع شركاء عالميين، مع الحفاظ على الحياد في النزاعات التجارية الدولية.
وأوضح قائلاً: "ينبغي أن تركز سياسات التجارة الماليزية على خدمة مصالح المستهلكين وتعزيز الابتكار."
أما الباحث البارز في برنامج الدراسات الماليزية التابع لمعهد يوسف إسحاق للدراسات (ISEAS) في سنغافورة /لي هوك أون/، فقد لفت إلى أن خفض الرسوم إلى 30 في المئة على الواردات الصينية لا يزال يعتبر مرتفعًا، ولا تزال آثاره على الاقتصاد العالمي غير واضحة المعالم.
ودعا دول جنوب شرق آسيا، بما فيها ماليزيا، إلى توخي الحذر والترقب إلى حين اتضاح مسار المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين بشكل أكبر.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//ن.ع س.هـ