أخبار

وفاة أب تنمية رأس المال البشري الماليزي

14/04/2025 08:38 PM

كوالالمبور/ 14 أبريل/نيسان//برناما -- كان رئيس الوزراء الخامس عبد الله أحمد بدوي، الذي توفي اليوم، شخصية مهمة ساهمت بشكل كبير في تنمية رأس المال البشري في ماليزيا، إلى درجة أنه توّج بلقب أب تنمية رأس المال البشري.

وكان الفقيد المعروف باسمه المستعار "باك لاه"، رائدًا لمفهوم فكري يؤكد على جانب رأس المال البشري باعتباره الأساس لتميز الأجيال القادمة.

وكان رئيس الوزراء السابق الذي يحمل صورة الزعيم الإسلامي المعتدل قد أكد بقوة أن كل إنسان يحتاج إلى أن يكون مزوداً بالقيم الإيجابية مثل المعرفة والتحلي بالقيم النبيلة والأخلاق والانضباط لإكمال مسيرة تطوير بلد ممتاز ومجيد ومتميز.

خلال السنوات الست التي قضاها في قيادة الحكومة بدءًا من 31 أكتوبر/تشرين الأول 2003م، لقد حدد عبد الله خمسة محاور تحت إدارته، وهي المهمة الوطنية، وخطة النزاهة الوطنية، وتنمية الممر الاقتصادي، وتنمية رأس المال البشري، ومفهوم الإسلام الحضاري.

ولد عبد الله في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 1939م في /بيان ليباس/، من (ولاية) بينانج، وتلقى تعليمه المبكر في مدرسة /بيرماتانج بيرتام مالاي/ في بينانج قبل مواصلة تعليمه الثانوي في مدرسة /بوكيت مرتاجام/ الثانوية، ومدرسة دائرة المعاريف الوطنية الثانوية ومدرسة بينانج الميثودية للبنين.

كان المرحوم يعمل مدرساً، ثم واصل دراسته في جامعة مالايا من عام 1962م إلى عام 1964م في مجال الدراسات الإسلامية.

تزوج من السيدة /إندون محمود/ في عام 1965م وأنجبت طفلين، هما كمال الدين ونوري. ومع ذلك، بعد عدة سنوات من صراعها مع سرطان الثدي، توفيت إندون في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2005م وتزوج عبد الله لاحقًا من السيدة /جين عبد الله/ في عام 2007م.

وعلى الصعيد المهني، لقد حقق عبد الله مسيرة مهنية ديناميكية منذ أن بدأ مهامه مساعد أمين في إدارة الخدمة العامة في عام 1964م وتم تعيينه مساعدًا أول لأمين عام مجلس الأمن في مجلس الحركة الوطنية (ماجيران) في عام 1969م، وكذلك مديرًا للشباب في وزارة الثقافة والشباب والرياضة في عام 1971م ونائبًا للأمين العام للوزارة في عام 1975م.

على الرغم من انضمامه إلى حزب /أمنو/ (المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة) في عام 1965م، إلا أن المرحوم لم يصبح ناشطاً في السياسة إلا بعد فوزه بمقعد /كيبالا باتاس/ البرلماني في الانتخابات العامة الخامسة في عام 1978م وانتخب لمنصب نائب رئيس المنظمة في أعوام 1984م و1987م و1990م وأعيد انتخابه لهذا المنصب في عام

ومن بين المناصب المهمة التي شغلها عبد الله في مجلس الوزراء؛ منصب نائب وزير الأقاليم الاتحادية عام 1980م، ووزير التعليم عام 1984م، ووزير الدفاع (1986-1987)، ووزير الخارجية (1991-1999) بالإضافة إلى توليه منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية عام 1999م.

تم تعيين عبد الله نائباً لرئيس حزب /أمنو/ من عام 2000م إلى عام 2003م وشغل أعلى منصب في الحزب؛ رئيساً من عام 2003م إلى عام 2008م بعد أن أعلن الدكتور محاضير محمد قراره بالتخلي عن جميع مناصبه في المنظمة وحزب الجبهة الوطنية (باريسان ناسيونال) والحكومة.

ولد في عائلة من العلماء المسلمين، حيث كان والده المرحوم أحمد بدوي عبد الله، شخصية دينية معروفة، فقد غرس عبد الله منهج الإسلام الحضاري في قيادته.

وفي مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة برناما للأنباء مع عبد الله بمناسبة الاحتفال بالعام الهجري 1426هـ في 10 فبراير/شباط 2005م، شارك أن الخطوة نحو تقديم الإسلام الحضاري كانت تهدف إلى إحداث تغيير في طريقة تفكير المجتمع وسلوكه.

"الإسلام هو الإسلام بطبيعة الحال، ولكن عندما يستخدم مع كلمة "حضاري" فإنه يؤكد أن الإسلام متحضر - (فهو دين) يساهم في الحضارة الإنسانية لأن الإسلام هو دين مناسب في كل الأوقات.

"إنه دين يعلمنا اكتساب المعرفة حتى نتمكن من تحسين أنفسنا لنصبح أشخاصًا صالحين، ناجحين، محترمين وقادرين على جلب التنمية للأمة والبلاد - وهو ما يمكن أن يعزز مكانة الإسلام بشكل أكبر"، بحسب عبد الله.

في 23 أبريل/نيسان 2004م، أطلق عبد الله الخطة الوطنية للنزاهة مع التركيز الرئيسي على تعزيز الثقافة والنزاهة بين الناس، وبالتالي شهد إنشاء المعهد الماليزي للنزاهة وكالةً لمراقبة تنفيذ الخطة الوطنية للنزاهة.

كما دفعت الجهود الجادة التي تبذلها البلاد للقضاء على الفساد الحكومة التي يقودها عبد الله إلى إنشاء الأكاديمية الماليزية لمكافحة الفساد، التي تعمل مركزاً إقليمياً للجهود الرامية إلى زيادة القدرات والكفاءات في مكافحة الفساد.

ومن وجهة نظر الاقتصاد الوطني، يقوم عبد الله بتنفيذ تطوير خمس ممرات إقليمية، بما في ذلك منطقة الممر الشمالي الاقتصادي (NCER) وممر الساحل الشرقي أو منطقة الساحل الشرقي الاقتصادية (ECER) لتضييق فجوة الدخل بين الناس.

يتضمن تنفيذ الممرات الإقليمية، من بين أمور أخرى، توفير البنية الأساسية والموارد في المناطق الريفية، بهدف تحسين المستويات الاجتماعية والاقتصادية والانضمام إلى المبادرات في إطار الخطة الماليزية التاسعة.

استقال عبد الله من منصبه رئيساً للوزراء في 3 أبريل/نيسان 2009م وحصل على أعلى وسام في البلاد، وهو وسام /سيري ماهاراجا مانجكو نيجارا/ (SMN)، والذي يحمل لقب /تون/، في نفس العام.

 

وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ